الجيش السوري الإلكتروني ... نحن سوريون نحب سورية ونؤيد مسيرة الإصلاح بقيادة الرئيس بشار الأسد
الحدّ الأول والأخير لهم هو الأخلاق، ولا لعب إلا داخل الإطار، ونقصد طبعاً إطار الأخلاق.. إلكترونياً بإمكانك أن تفعل ما تريد، وبإمكانك أن تهاجم وتدافع بالطريقة التي تختار.. إنّه اللعب في عصر الاتصال الافتراضي.. لكن مع شباب «الجيش السوري الإلكتروني» لا فرصة لأن تختار إلا الطريقة الخلاقة لتلعب على مساحات العالم الافتراضي الواسعة..
أليست الأخلاق والصدق في النهاية هي الحلّ الأنسب من أجل مستقبل سوريٍّ آمن ومستقر؟
علي فرحة يدرس هندسة حواسيب في إحدى الجامعات السورية الخاصة، وصديقه حاتم ديب يدرس المعلوماتية أيضاً في جامعة سورية خاصة، تعاونا لإنشاء مجموعة على الفيسبوك تحت اسم «الجيش السوري الإلكتروني».. ليكونا لاحقاً مجموعة كبيرة من الأصدقاء، وغالبيتهم يدرسون في الجامعات.. وليصل عدد الكادر التقني إلى 150 شخصاً وطاقم الإدارة إلى 8 أشخاص..
إعلاء صوت الحق السوري هو شعارهم.. «الجيش السوري الإلكتروني» فكرة سورية بامتياز بدأت انطلاقاً من إحساس بالمسؤولية تجاه سوريتهم في لحظة بدأ الأصدقاء فيها يكتشفون كمّ الأخبار الخاطئة التي يتمّ تداولها عن الأزمة في سورية.. «الجيش السوري الإلكتروني فكرة سوريّة بامتياز، بدأت مع بداية الأزمة في سورية، عندما بدأنا نجد أنّ هناك الكثير من الأخبار الخاطئة حول ما كان يحدث في سورية، فأردنا إيضاح حقيقة ما يجري وكانت فكرة «الجيش السوري الإلكتروني».. هذا ما حدّثنا به طارق مدير الموقع في الجيش السوري الإلكتروني..
الخبرة التقنية والحماسة والأخلاق والصدق وحبّ الوطن والرغبة في تعريف العالم بطاقات الشباب السوري القادرة على الدفاع عن سورية كلّ من موقعه ومكانه، كلها كانت عوامل قادرة على أن يبقى الآن «الجيش السوري الإلكتروني» حاضراً على الساحة الإلكترونية، وبدأ أولى صفحاته على الفيس بوك بستين ألف مشارك..
يتألف «الجيش السوري الإلكتروني» من شباب سوريين يملكون خبرة تقنية ومتعمقين في التكنولوجيا، عرفوا منذ البداية أنّ هناك هجمة منظمة على سورية، وأنّ هناك جهاتٍ في الخارج قامت بتدريب بعض من يدرسون في معاهد خاصة في أمريكا فيما يتعلق بطريقة إرسال الفيديو إلى القنوات الفضائية، وطرق تعديلها، وقد تمّ تجنيدهم وإرسالهم إلى سورية لتنفيذ مهامهم التحريضية.. «ونحن نملك إثباتات تؤكّد ذلك». هذا ما أكّده لنا طارق.. هناك منهج منظم يسير عليه «الجيش السوري الإلكتروني»، فمنهم أشخاص مسؤولون عن إدارة الموقع، وآخرون مسؤولون على اليوتيوب، ومسؤولون على تويتر، وهناك من هو مسؤول عن صفحات الجيش السوري الإلكتروني على صفحة الفيسبوك..يخبرنا طارق أنّ هذه الأيام هي الصفحة الـ «39 للجيش السوري الإلكتروني»، وذلك بعد أن تمّ إغلاق الصفحة 38 مرّة منذ أوّل صفحة في الخامس والعشرين من شباط الماضي.. لم يكن هناك أيّ سبب موضوعي لإغلاق الصفحة في كلّ تلك المرات من قبل إدارة الفيسبوك في أمريكا، ويؤكد طارق أنّ ما تمّ إرساله إليهم من إدارة الفيسبوك كان مجرّد تبرير مبهم ادعت فيه أنّ الصفحة قد خالفت القواعد والشروط لذلك تمّ إغلاقها، وهذا ما لم يكن قد حصل أبداً، فالصفحة تسير بقواعد وشروط نظامية.. وفي كثير من المرات التي عاد فيها الشباب وراسلوا إدارة الفيسبوك لم يكن يصلهم أي ردّ!!.. ويذكر طارق أنّ هناك أشخاصاً هم مديرو الصفحة قد تمّ إغلاق «بروفايلهم» من دون رسالة مسبقة!!..
هم أشخاص حقيقيون ضمن عالم افتراضي، وكان لهم نشاطات على أرض الواقع، وشاركوا في مسيرات تأييد، وفي تنظيم حملات رفع العلم، والآن ينظمون معارض فنية، ومحاضرات عن المعلوماتية في المحافظات.. لم يعمد«الجيش السوري الإلكتروني» إلى ما هو مشبوه أبداً، ولم يلجأ إلى شهود عيان مفبركين؛ بل كنّا وسنبقى أشخاصاً حقيقيين بكلّ ما للكلمة من معنى.. « نحن أعضاء «الجيش السوري الإلكتروني»، وإضافة إلى اطلاعنا على كلّ ما يحدث في العالم الافتراضي الإلكتروني من تداول للمعلومات وللأخبار، لسنا وهميين؛ بل نصرّ على أن نرى الحقيقة على أرض الواقع، ونحن منتشرون في كلّ المدن السورية، وكلّ المناطق السورية أيضاً»..
وإن حصل مرة وحصلتم، بسبب تنوع مصادر معلوماتكم، على أخبار تحمل قيماً متناقضة، فكيف تحكمون على الحقيقة؟.. يؤكد طارق: «هذا حصل كثيراً، وما تلجأ إليه إدارة الصفحة، في مثل تلك الحالات، هو تقاطع الأخبار وتطابقها بين كلّ المصادر التي أتتنا منها، فمثلاً عندما يأتي خبر بقيمة موحدة من قبل عشرة أشخاص، فمن المفترض أن يكون صحيحاً، وفي المقابل عندما لا يؤكّد على حدوث خبر آخر سوى شخص أو اثنين، فهذا يحمل احتمال خطأ أكثر.. ولم نكتفِ بالنشر على صفحات «الجيش السوري الإلكتروني»؛ بل نرسل الخبر المؤكد حدوثه إلى شبكات عدة وإلى عدة مواقع..
الخبر الصادق كان وسيلة الهجوم الأولى للدفاع عن الحق السوري، وتنبيه من أخطأ بحق سورية بنشر خبر خاطئ ومعلومة غير دقيقة.. إذ كان يتمّ وضع هذا الخبر الصحيح الذي لدينا داخل الصحف الغربية ضمن مساحة «تعليقات»، وخصوصاً إن كانت تلك الصحف قد نشرت خبراً خاطئاً.. «بعض الصحف الغربية قد تجاوبت معنا، وقامت فعلاً بحذف الخبر الخاطئ أو المعلومة الخاطئة لتضع الخبر الصحيح».. وبسبب هجمات الجيش السوري الإلكتروني تمّ الاعتراف بوجود مسلحين من قبل الكثير من الوسائل الإعلامية..
بعد ما يقارب الأربعة أشهر من انطلاق صفحتهم ترك «الجيش السوري الإلكتروني» أثراً مهماً ومستمراً في العالم، وما تمّ تحقيقه هو تطور منطقي وطبيعي لجهد الجميع من أجل إعلاء صوت الحق..»لدينا كتائب اختراق قامت باختراق العديد من الصفحات المغرضة على الفيس بوك».. ليكون موقف «الجيش السوري الإلكتروني» من زيارة السفير الأمريكي إلى مدينة حماة أيضاً عبر كتائب اختراق، إذا قامت كتائب من الجيش الإلكتروني السوري باختراق موقع حكومي رسمي أمريكي تابع لحاكم ولاية ميرلندا الأمريكية، وهو موقع مختص بمكافحة الجريمة والفساد في الولاية، ويؤكد طارق أن الهدف من ذلك الاختراق مثل الهدف من كلّ الاختراقات هو إيصال رسالة واضحة وحضارية عن سورية، وفي سبيل ذلك، نوّهت إدارة الجيش بأنّ الجيش السوري الإلكتروني لم يقم بتدمير أيّ موقع بالكامل؛ بل قام بتبديل الصفحة الرئيسية للموقع لينشر عليها رسالة يريد إيصالها إلى الرأي العام العالمي، وإلى كلّ زائر إلى هذا الموقع.. يقول طارق: «في حين أنّه تمّ تدمير مواقع إسرائيلية بالكامل ومسح بياناتها أيضاً»..
رسالة من «الجيش السوري الإلكتروني» عن طريق «بلدنا»::
«نحن لسنا طلاب شهرة، ولا طلاب منفعة مادية، نحن نعمل لمصلحة سورية ولإيصال صورة نبيلة وخلاّقة عن وطننا الكبير.. ونودّ التنويه إلى أنّ هناك أصحاب منفعة ومصلحة ينتحلون اسم الجيش من أجل تحقيق مكاسب شخصية؛ بل يدعون أنّهم قيّمون على الموقع، وترجو إدارة الموقع الاتصال بـ علي فرحة لمعرفة حقيقة مثل أولئك الأشخاص..
«الجيش السوري الإلكتروني» مستمرّ برسالته التي وجد من أجلها.. «نحن أشخاص سوريون نحبّ سورية ومؤيّدون لمسيرة الإصلاح والتطوير بقيادة الرئيس بشار الأسد.. نحن ملتزمون بخطاب قائد سورية الدكتور بشار الأسد، والذي أقرّ فيه بوجود بعض الخلل، وأكد أنّ الإصلاح ضروري للجميع.. وهدفنا لم يكن أبداً، ولن يكون، تشويه صورة المعارضة. ونعاهد بأن نبقى نسير في مسيرة الإصلاح وسوف نكون من بناة سورية الحديثة»..
ما هي مواقع «الجيش السوري الإلكتروني» الصديقة، يجيب طارق: «كل موقع سوري ينشر الحقيقة بلا تزييف، وكل موقع يعترف بوجود مخربين في سورية، وكلّ موقع يؤيد تدخل الجيش لحماية الناس من المسلحين، وكلّ موقع يدعم الاقتصاد السوري ويدعم مسيرة الإصلاح»..
يؤكد طارق أنّ «الجيش السوري الإلكتروني» لم يتمّ تشكيله لمرحلة آنية؛ بل هو عمل مستمر، وسيسهم في رفد الإنسان السوري ودعمه بكمّ هائل من المعلومات التقنية من أجل رفع اسم سورية في هذا المجال.. «سنبقى دوماً صوت الشباب السوري»..
المصدر : جريدة بلدنا - روز سليمان
13/07/2011
رابط الخبر :
http://www.baladnaonline.net/ar/index.php?option=com_content&task=view&id=57210&Itemid=55