شاب سوري ينتج ادوية طبية من الاعشاب الطبيعية العطرية لمعالجة العديد من الامراض

ازداد الاهتمام مؤخرا من قبل أغلبية الشباب السوري بالأعشاب الطبية والعطرية التي تعد كنزا حقيقيا لمعالجة الكثير من الأمراض الجسدية والنفسية فمنها ما يساعد على تخفيف الآلام ومنها ما يساعد على زيادة حيوية ونشاط الجسم مستندين بذلك الى تجارب الأجداد في تعاملهم مع النباتات كمصدر طبيعي لعلاج العديد من الأمراض.

وهذا حال منتجات المهندس بسام يوسف نائب رئيس جمعية سوق الضيعة بمحافظة اللاذقية حيث تتنوع ما بين العسل الطبيعي من الغذاء الملكي وحبوب الطلع والبروبوليس أو العكبر.

كما تتضمن منتجات يوسف مجموعة مختلفة من الكعك والحلويات المخبوزة من طحين الحبوب الكاملة والمحلاة بشكل طبيعي بسكر الفواكه كدبس العنب والتمر أو العسل الطبيعي وحلويات أخرى مملحة بملح البحر الصخري وصولا إلى زعتر المائدة الذي يحضره بطريقته الخاصة وانتهاء بأنواع مختلفة من المقطرات مثل مقطر الورد الجوري وماء الزهر واكليل الجبل والزعتر والآس بالإضافة الى مقطرات أخرى حسب حاجة ورغبة زبائن سوق الضيعة.

وحول مشاركته بسوق الضيعة قال يوسف.." سمعت من احد اصدقائي عن السوق وشاركت في البداية ببعض المنتجات الطبيعية التي اقوم بتصنيعها في المنزل بمساعدة زوجتي كالمونة والعسل فتقاسمت طاولة لعرض منتجاتي مع عارض آخر ومع ازدياد انتاجنا في المنزل عملت على حجز طاولة مستقلة في هذا السوق".

وعن خصائص حبوب الطلع أوضح يوسف انها تعد الغذاء الطبيعي الأكمل كونها تحتوي على العديد من المعادن الاساسية بشكل مركز بالإضافة إلى الفيتامينات ولها الكثير من الاستعمالات العلاجية كتنشيط الجسم ومساعدته على مقاومة الإصابات الجرثومية اضافة الى كونها مصدرا للطاقة للأشخاص الذين يشكون من التعب أو الوهن وهي فاتح للشهية ينصح بتناولها في بعض حالات نقص الفيتامينات.

وعن استطبابات حبوب الطلع اوضح يوسف انها توصف في علاج الارهاق الفكري والعصبي والوهن وتعمل على تحسين نشاط المخ والعمل الفكري والذاكرة وتساعد في الوقاية من الشيخوخة المبكرة والهرم وتمتاز باثرها النافع والفعال في علاج تضخم غدة البروستات.

وأضاف يوسف.. ان حب الطلع يمتاز بكونه منظما رائعا للأمعاء ويقاوم التهاب القولون والتخمرات لانه يمنع التعفن ويساعد في معالجة داء العصيات الكولونية نظرا لنشاطه واثره المفيد على البكتريا المعوية الممرضة.

وعن طريقة استعماله أوضح يوسف أنه يذاب ربع ملعقة من حبوب الطلع مع ملعقة كبيرة من العسل في كاس ماء فاتر وتؤخذ صباحا ومساء.

وعن صناعة المقطرات وخصوصا ماء الزهر أو المازهر بين يوسف انها من الصناعات التقليدية المهمة في محافظة اللاذقية بشكل عام حيث تمتاز هذه المحافظة بتنوع وغنى زراعة الحمضيات فيها والتي تنتشر في جميع مناطق المحافظة إضافة إلى تنوع النباتات الطبية والعطرية .

وعن طريقة صناعة المقطرات بشكل عام قال يوسف.." أعمل على قطف المادة المراد تقطيرها وجمعها وتنظيفها من الشوائب وغسلها بشكل جيد ويتم وضع كمية متساوية من المادة المرد تقطيرها ومن الماء وبعد غليان المزيج يتم اضعاف وتهدئة النار تحته للحصول على منتج جديد".

وأورد يوسف بعض الامور التي تساعد في المحافظة على رائحة ونكهة المادة المقطرة منها ان تكون الكركة آلة التقطير محكمة الاغلاق وان تكون المادة المراد تقطيرها طازجة وكمية المزيج المقطر تتناسب عكسا مع جودة المنتج أي انه كلما كانت كمية المادة المراد تقطيرها قليلة كلما كانت النكهة والطعمة أعلى وأجود، كما ان تهدئة النار بعد وصول المزيج الى مرحلة الغليان له دور كبير في المحافظة على نكهة المادة المقطرة.

وبين ان كل كيلو غرام من المادة المقطرة يعطي ليترا واحدا مقطرا نوع أول كما يعطي ليترا اخر نوع ثاني يمكن استعماله للاستخدامات المنزلية المختلفة كمسح الزجاج والتنظيف اضافة الى الاستفادة من الرائحة العطرية المميزة للمقطرات.

وحول اهم استخدامات بعض المقطرات اوضح يوسف ان ماء الزهر يعد مادة اساسية في المطبخ فهو ينكه اغلب الاطباق واصناف الحلويات مثل الرز بحليب والقطايف والمهلبية بالإضافة الى استعمالاته كوظيفة علاجية ووقائية في حالات مغص الاطفال والاسهال في حين يعد ماء الورد الدواء الانفع لمعالجة مختلف مشاكل البشرة واضفاء الحيوية والنضارة عليها كما انه يزيل البثور والحبوب في الوجه.

اما زيت الميرمية فيعمل على رفع الروح المعنوية في حالة الحزن والاكتئاب ويمكن ان يفيد في حالة آلام العضلات الناتجة عن الرياضة في حال استعماله للتدليك او مع ماء الحمام وينصح باستعماله كعطر للنساء اللواتي يعانين من مشاكل سن الياس.

وتابع يوسف.. ان زيت الريحان يمكن ان يسبب الشعور بالراحة والانتعاش فهو يساعد على الاسترخاء وتوازن الجسم ويمكن استعماله لتدليك الجسم او اضافة نقاط منه الى ماء الحمام ويمكن وضع نقاط منه في موقد زيتي لتعطير الجو وهذا يساعد على الانتعاش السريع كما يساعد على علاج عسر الهضم او انتفاخ البطن خاصة اذا كان نتيجة القلق في هذه الحالة ويمكن مزجه مع احد الزيوت الاساسية.

وعن فائدته الجمالية اوضح يوسف انه يمكن تدليك كل الاماكن المعرضة لتقلبات الجو من البشرة بخليط يحتوي على زيت الريحان فهو يساعد على التخلص من البكتريا ويمكن استعماله ايضا في معالجة لسعات النحل او الحشرات الصغيرة كما يساعد على ازالة احتقان الانف في حالة الاصابة بنزلات البرد اذا استعمل في جمام بخار.

وحول طريقة صناعة زعتر المائدة قال يوسف .. ان صناعة زعتر المائدة يحتاج الى نسب معينة من الزعتر الجبلي والزعتر الخليلي والحمص البلدي والقمح الطبيعي غير المسمد او معرضة للمبيدات الحشرية بالإضافة الى ثمار البطم وهو شجيرة صغيرة تعطي ثمارا بحجم اصغر قليلا من حبة الحمص وله فوائد كثيرة بالإضافة الى السماق والسمسم والملح البحري او الصخري ومطيبات ومنكهات نتميز بها.

وتابع يوسف .. انه بعد غسل الحمص والقمح والسمسم بشكل جيد عدة مرات يصفى ويجفف ويحمص وبعدها يوضع في وعاء على النار حتى يحمر لونه ويقمر مع القمح والسمسم وبعد غسل الزعتر الجبلي والخليلي يجففان ويضافان الى باقي المكونات ليتم طحنها في مطاحن خاصة.

يذكر أن سوق الضيعة تأسس في محافظة اللاذقية عام 2006 بأيدي مجموعة من الشباب السوري بهدف نشر الوعي البيئي والصحي والغذائي وتسليط الضوء على الممارسات الخاطئة تجاه الأرض وذلك عن طريق تشجيع الزراعات العضوية الطبيعية الخالية من الأسمدة والمبيدات الكيماوية والمعتمدة على بذار غير مهجنة وراثيا بالإضافة إلى تشجيع الحرف اليدوية التراثية المميزة في سورية والمنتجات المحلية الطبيعية الصديقة للبيئة والإنسان.